موقع المنار - صادق خنافر
15/04/2010
اعتبرت الخارجية الاميركية ان احتمال نقل صواريخ سورية بعيدة المدى الى حزب الله قد يعرض لبنان لما اسمته "خطر كبير". وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان "قلقنا كان كاشفياً الى درجة تحدثنا في هذه القضية مع السفير السوري هنا في واشنطن خلال الاسابيع الاخيرة في اثناء احد اجتماعاتنا الدورية", مؤكدا "اننا نواصل بحث المسالة". واوضح كراولي انه في ما يتجاوز مسالة صواريخ سكود. فان الولايات المتحدة قلقة لرؤية "سلاح اكثر تطوراً بين يدي حزب الله. وهو موضوع نواصل الحديث عنه مع سوريا". واعتبر ان تراكم هذه الاسلحة يشكل "تهديداً اكيداً لامن لبنان". ونقل عنه قوله "إن الولايات المتحدة تواصل فحص حصول مثل هذه العملية، ومن الواضح أنها خطيرة جدا"، على حد تعبيره.
كما واعلن المتحدث باسم البيت الابيض ان الولايات المتحدة تشعر ب"قلق" متزايد حيال احتمال تزويد سوريا حزب الله في لبنان صواريخ سكود، وقد ابلغت هذا الامر الى الحكومة السورية. وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس "ان قلقنا يتزايد بالطبع حيال الاسلحة المتطورة التي يتردد انها نقلت". وقال "اعربنا عن قلقنا للحكومتين المعنيتين ونؤمن بضرورة اتخاذ خطوات للحد من اي تهديد او خطر". في اشارة الى الحكومتين الاسرائيلية والسورية. واوضح "يحتمل ان تكون (لهذه القضية) تبعات تهدد الاستقرار واعربنا عن مخاوفنا حيال ذلك".
في المقابل قال مسؤول اميركي كبير ان سوريا تفكر في تزويد حزب الله بصواريخ سكود، من دون التمكن مع ذلك من تاكيد ما اذا كانت دمشق قامت بهذا الامر كما تؤكد السلطات الاسرائيلية. وقال هذا المسؤول رافضا كشف هويته "اننا قلقون ان يكون تم التفكير في هذا الامر. لكن من الصعب معرفة ما اذا كانت الصواريخ ارسلت ام لا" الى حزب الله.
من جانبه, لاحظ مسؤول اميركي رفيع متحدثاً عن لبنان ان "التحديد العملاني لدولة ما يكمن في احتكار استخدام القوة". واضاف هذا المسؤول رافضا كشف هويته "اذا باتت ميليشيا مسلحة تعتبرها الولايات المتحدة واخرون مجموعة ارهابية تملك صواريخ سكود. فان هذا الامر قد لا يكون جيداً لاستقرار المنطقة. هذا الامر قد لا يكون جيداً بالنسبة الى امن وسيادة لبنان".
وفي الاطار نفسه, وخلال الاجتماع الشهري لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط، قال القائم بأعمال البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة اليخاندرو وولف إن استمرار نقل الأسلحة من سوريا إلى الحزب "يقلل من قدرة الحكومة اللبنانية على ممارسة سيادتها على كل أراضيها ويخاطر بإشعال صراع لا يحتاجه أحد". وشدد وولف على أن قلق بلاده يتنامى بشكل خاص "من تقدم نوع الأسلحة التي يتم نقلها" من سوريا إلى حزب الله، وهو الاتهام ذاته الذي وجهته المندوبة الإسرائيلية لدى الأمم المتحدة غابرييلا شاليف إلى الطرفين، حيث زعمت أن "سوريا قامت مؤخراً بمد الحزب بصواريخ بعيدة المدى، في خرق واضح للقرار 1701. وبالقيام بذلك، فإن سوريا تهدد الاستقرار الهش في الشرق الأوسط".
وأشار وولف إلى أن واشنطن "كررت التعبير عن قلقها العميق من تلك التطورات للسلطات اللبنانية والسورية، وأوضحت أنهم بحاجة لاتخاذ خطوات تقلل من خطر نشوء صراع بدلا من اتخاذ خطوات نحو زيادته". وأضاف أن بلاده واصلت التأكيد في اتصالاتها مع كافة الأطراف المعنية بالشأن اللبناني على ضرورة تنفيذ القرارين 1559 و1701 "اللذين يدعوان الى إنهاء تهريب الأسلحة إلى لبنان ونزع سلاح حزب الله من بين أمور أخرى".
وفي السياق ذاته، اعتبرت وكيلة وزير الحرب الاميركي ميشيل فلورنوي خلال جلسة اجتماع في مجلس الشيوخ ان الجهود الأميركية في لبنان لتطوير قدرات القوات الأمنية وتحسين الحكم ساعدت في إضعاف من أسمتهم "عملاء إيران". وأضافت: نحن نعمل مع شركائنا لتعزيز المؤسسات الوطنية ودعم جهود بسط سلطة الحكومة في أنحاء البلاد بما فيها الجنوب، معتبرة ان "تنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بلبنان يتطلب إنهاء الدعم الايراني لحزب الله وتقويض حضوره العسكري في الجنوب وأبعد من حدود لبنان"، حسب قولها.
من جهتها, نفت سوريا ما ورد في وسائل الإعلام بان سوريا سلمت دمشق صواريخ سكود لحزب الله فقد ذكرت مصادر سورية في السفارة السورية في واشنطن بان "إسرائيل" تبث الإشاعات والأكاذيب لحرف انتباه الرأي العالمي عن السلاح الذري الذي تمتلكه.
وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلت، يوم أمس الأربعاء، عن مصادر أمريكية وإسرائيلية أن سورية سلمت حزب الله، مؤخراً، صواريخ من طراز سكود. وكان وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك، قد قال "إن إسرائيل تتابع التقارير عما يحصل في لبنان". وأضاف أن "تعاظم قوة حزب الله تعتبر خرقا فظا لقرارات مجلس الأمن".
كما ادعى باراك أنه "لا توجد لإسرائيل أية نوايا عدوانية تجاه لبنان، وأنها تتوقع من الجميع الحفاظ على الهدوء". وبحسبه فإن إدخال منظومات أسلحة مخلة بالتوازن تشكل خطراً على الاستقرار والهدوء.
وبينما نفت سورية صحة هذه الأنباء، كتبت الصحيفة الأمريكية أن عدداً من أعضاء الكونغرس الجمهوريين يعملون على منع تعيين سفير أمريكي جديد في دمشق.
في المقابل، وفي سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون إن التقارير بشأن تقديم سوريا صواريخ سكود إلى حزب الله، لن يعوق تعيين السفير الجديد للولايات المتحدة في دمشق، ويرون في ذلك حاجة جديدة لتعيينه.