السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخطوة الأولى: حديث الفرقة الناجية
لقد جاءت الأحاديث الصحيحة المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طريق جميع المسلمين منذرة بافتراق الأمة إلى فِرَق كثيرة، وتشعّبها إلى طوائف مختلفة، وأن هذه الفرق كلها في النار باستثناء فرقة واحدة في الجنة.
قبل وضع الأحاديث إليكم هذه الملاحظة
ملاحظة: سأعتمد في الاستدلال على بحثي بأحاديث معظمها من كتب الأخوة السنة، و سأنقل نص الحديث كاملاً حتى لو كان طويلا، لكي لا يقول أحد أني اقتطعت الجزء الذي أريده وتركت باقي الحديث الذي فيه ما يخالف قولي.
وإليكم نص هذه الأحاديث
1- من مسند أحمد:
11763 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الْمَاجِشُونَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ الْنُمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ افْتَرَقَتْ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَأَنْتُمْ تَفْتَرِقُونَ عَلَى مِثْلِهَا كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا فِرْقَةً.
2- من سنن ابن ماجة
4128 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ " .
3- من سنن أبي داوود
4599 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، ح وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ حَدَّثَنِي صَفْوَانُ، نَحْوَهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيُّ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ قَامَ فِينَا فَقَالَ أَلاَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِينَا فَقَالَ " أَلاَ إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ " . زَادَ ابْنُ يَحْيَى وَعَمْرٌو فِي حَدِيثَيْهِمَا " وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ لِصَاحِبِهِ " . وَقَالَ عَمْرٌو " الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ لاَ يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلاَ مَفْصِلٌ إِلاَّ دَخَلَهُ " .
وهناك أحاديث كثيرة أخرى عند السنة والشيعة بنفس المضمون.
ما يهمنا هنا أنه قد وقع ما أخبر به الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم، فافترقت هذه الأمة إلى فِرَق كثيرة يكفِّر بعضها بعضاً، ويستحل بعضها دم بعض،
وصارت كل فرقة تدَّعي أنها هي الفرقة المُحِقَّة، وأن أتْبَاعها هم الناجون دون غيرهم من طوائف الأمة، فكثر الأخذ والرد بين علماء الطوائف ، وساقت كل طائفة ما عندها من الأدلة التي تثبت أنها هي الفرقة الناجية.
ومن العقل والمنطق أنه لا يمكن قبول كلام كل الطوائف في هذه المسألة، لأنه يستلزم تكذيب الأحاديث الصحيحة التي نصَّت على أن الفرقة الناجية هي واحدة من كل هذه الفِرق، ثم إن اعتقاد ذلك يؤدي إلى الوقوع في اعتقاد المتناقضات، فنعتقد أن أهل السنة هم الناجون دون غيرهم، والمعتزلة هم الناجون دون غيرهم، والخوارج هم الناجون دون غيرهم، والشيعة كذلك هم الناجون دون غيرهم، وهذا واضح الفساد.
أخواني وأخواتي علينا أن لا نكابر فقد تكون السنة هي الفرقة الناجية وقد تكون الشيعة هي الفرقة الناجية وقد تكون أي فرقة أخرى هي الفرقة الناجية فليس لأحد أن يبرى نفسه فكل فرقة من فرق المسلمين تدعون أنه هي الناجية، ولكن فقط وفقط فرقة واحدة هي الناجية.
وعليه فلا بد من النظر في الأدلة وتمحيصها، والأخذ بالحُجج الدامغة، وطرح الادعاءات الواهية التي لا تستند إلى شيء، فإنها لا قيمة لها ولا فائدة فيها.
والسؤال هنا: من هي الفرقة الناجية التي عناها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه، وما هي الأدلة والبراهين والحجج التي تؤكد بها على صحة مبتناها ؟؟؟
أقول الشيعة لها أدلتها وبراهينها والسنة أيضا لها أدلتها وبراهينها وكل فرقة لها أدلتها وبراهينها.
وسنبدأ في مناقشة الأدلة والبراهين في الخطوة الثانية أن شاء الله.
الخطوة الثانية: من الذي يقرر من هي الفرقة الناجية ؟
طبعا ليس لي الحق في تقرير من هي الفرقة الناجية أو من هي الفرقة الضالة ولا لأحد غيري وإنما الحق فقط لمن قال أن الأمة ستفترق من بعدي، وهو الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو الذي أخبر عن الله سبحانه وتعالى وقال للناس أن الأمة ستفترق من بعده وهذا من علم الغيب فهو من يقرر.
وليس من المعقول أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول للناس أن هذه الأمة ستفترق من بعده ولا يبين لهم سبيل نجاتها من هذا الافتراق وهذا الضلال، فلا بد على الرسول صلى الله عليه وآله أن يبين من هي الفرقة الناجية لكي لا يتيه الناس ويضلوا.
فهل بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الفرقة الناجية، وطريق النجاة من الضلال أم لا؟
والجواب بلا إشكال نعم، حيث ورد عنه في أحاديث كثيرة في أن النجاة لا تكون إلا بالتمسك بالكتاب العزيز وأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم معا وقال عنهما أنهما ثقلان ثقل أكبر وثقل أصغر وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.
فلا يمكن التمسك بالكتاب وحده من غير التمسك بعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنهما لن يفترقا، ومن الواضح أن التمسك بالقرآن العزيز وحده لم يحصن الأمة من التفرقة لأن كل فرقة من فرق المسلمين قد فسرت القرآن بمنظورها هي فكان الاختلاف بين المسلمين، فلا بد من الرجوع للثقل الأصغر وهو أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه لا يفترق عن القرآن كما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة.
وإليكم قسم من هذه الأحاديث التي تدلل على هذا الكلام:
حديث الثقلين
صحيح مسلم:
6378 - حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَشُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ، بْنُ سَبْرَةَ وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ وَغَزَوْتَ مَعَهُ وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - قَالَ - يَا ابْنَ أَخِي وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَقَدُمَ عَهْدِي وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا وَمَا لاَ فَلاَ تُكَلِّفُونِيهِ . ثُمَّ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ " أَمَّا بَعْدُ أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ " . فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ " وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " . فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ قَالَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ . قَالَ وَمَنْ هُمْ قَالَ هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ . قَالَ كُلُّ هَؤُلاَءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ قَالَ نَعَمْ .
وهذا من صحيح ابن خزيمة:
[2357] حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير ومحمد بن فضيل عن أبي حيان التيمي وهو يحيى بن سعيد التيمي الرباب عن يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين بن سمرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم فجلسنا إليه فقال له حصين يا زيد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصليت خلفه وسمعت حديثه وغزوت معه لقد أصبت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد حديثا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما شهدت معه قال بلى بن أخي لقد قدم عهدي وكبرت سني ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما حدثتكم فاقبلوه وما لم أحدثكموه فلا تكلفوني قال قال قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما خطيبا بماء يدعى خم فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه وإني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات قال حصين فمن أهل بيته يا زيد أليست نساؤه من أهل بيته قال بلى نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة قال من هم قال آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس قال حصين وكل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم
وهذا من سنن الدارمي :
3182- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطِيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَهُ وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَتَمَسَّكُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَخُذُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَيْهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَأَهْلَ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
وهذه الأحاديث من مسند أحمد:
10681 - حَدَّثَنَا اَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، اَخْبَرَنَا اَبُو اِسْرَائِيلَ يَعْنِي اِسْمَاعِيلَ بْنَ اَبِي اِسْحَاقَ الْمُلَائِيَّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ اَبِي سَعِيدٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ الثَّقَلَيْنِ اَحَدُهُمَا اَكْبَرُ مِنْ الْاخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ اِلَى الْاَرْضِ وَعِتْرَتِي اَهْلُ بَيْتِي وَاِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
10779 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ اَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ الثَّقَلَيْنِ اَحَدُهُمَا اَكْبَرُ مِنْ الْاخَرِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ اِلَى الْاَرْضِ وَعِتْرَتِي اَهْلُ بَيْتِي اَلَا اِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
11135 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ اَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا اِنْ اَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي الثَّقَلَيْنِ اَحَدُهُمَا اَكْبَرُ مِنْ الْاخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ اِلَى الْاَرْضِ وَعِتْرَتِي اَهْلُ بَيْتِي اَلَا وَاِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
فواضح من خلال حديث الثقلين أن النبي صلى الله عليه وآله سلم قال :
اِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا اِنْ اَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي الثَّقَلَيْنِ اَحَدُهُمَا اَكْبَرُ مِنْ الْاخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ اِلَى الْاَرْضِ وَعِتْرَتِي اَهْلُ بَيْتِي اَلَا وَاِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
فلا بد علينا لكي لا نضل أن نأخذ بكلي الثقلين لا بثقل واحد لأنهما لن يفترقا،
فالقرآن وحده ليس كافي لأنه به قواعد عامة ومن يعطينا التفاصيل هو النبي وأهل بيته فقط، لأنه نزل الوحي في بيتهم فهم أعلم بخصوص القرآن وعمومه وهم أدرى متى نزلت هذه السورة أو تلك وما معناها، فالقرآن أمرنا بالصلاة والصيام وغيرهما من الأحكام ولكن كيفية الصلاة والصيام وغيرهما لم يوضحهما القرآن بالتفصيل، النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته هم من يوضحون لنا تفصيل الأحكام، فليس لنا أن نأخذ أحكام الدين من أي شخص آخر مع احترامنا لهم، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شرط في عدم الضلال إتباعنا للثقلين معاً أي القرآن وأهل بيته فقط ولا يكفي ثقل واحد.
أما من هم أهل بيته فهذا ما سنناقشه في الخطوة اللاحقة إن شاء الله تعالى.
الخطوة الثالثة: من هم أهل البيت الذين قصدهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الثقلين؟
كما هو واضح من خلال الأحاديث السابقة أنه لا بد من التمسك بأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع القرآن الكريم للثبات على الصراط المستقيم وبدون التمسك بهم سنقع في الضلال الذي حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وبما أنهم بهذه الأهمية فمن غير المعقول أن الله سبحانه وتعالى يأمرنا في قرآنه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بإتباعهم ولا يعَّرفهم لنا.
إذا لا بد من تعريفهم ولابد أن يكونوا واضحين ومعينين بأسمائهم، وإلا لكان التكليف بإتباعهم والتمسك بهم تكليف في غير محله ويكون لغو وتعالى الله عن ذلك.
إذا من هم أهل البيت الذين أمرنا الله ونبيه صلى الله عليه وآله بإتباعهم وجعلهم عدل القرآن أي الثقل الأصغر ؟؟؟
من الواضح أن أهل البيت وهم قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكروا في القرآن الكريم وقد أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وذلك في قوله تعالى:
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
وأيضاً جعل الله سبحانه وتعالى مودته واجبة علينا بل جعل أجر تبليغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم للرسالة السماوية هو مودتهم وذلك في قوله تعالى:
{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23
وخرج النبي صلى الله عليه وآله بهم فقط ليباهل نصارى نجران وليبين للناس مكانتهم عند الله فنزل قوله تعالى:
{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }آل عمران61
ولكن هذه الآيات لحد الآن لم يتضح منها بالضبط من هم أهل البيت المقصودون وهل هم جميع أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم بعضهم؟
فلا بد من الرجوع إلى من نزل القرآن عليه وهو النبي صلى الله عليه وآله ليبينهم لنا وإلا لن تكون لله حجة علينا وسنكون معذورين أمامه يوم القيامة إن لم نعرفهم و لم نتبعهم.
فهل وبينهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لنا أم لا ؟؟؟؟
والجواب نعم بكل تأكيد فهو قد بلغ ما أنزل إليه من ربه، فبينهم في عدة مواضع منها:
1- في آية التطهير عندما نزل قوله تعالى:
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
فتقول الروايات أن المقصودين بأهل البيت هم فقط ( النبي محمد صلى الله عليه وآله والإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء والإمامين الحسن والحسين عليهم السلام الذين جللهم النبي صلى الله عليه وآله بالكساء ).
ولكي لا يكون هذا ادعاء أو افتراء نرجع إلى كتب الحديث ونرى من المقصود بأهل البيت
صحيح مسلم - فضائل الصحابة - فضائل أهل بيت النبي (ص) - رقم الحديث : ( 4450 )
- حدثنا : أبوبكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا : ، حدثنا : محمد بن بشر ، عن زكرياء ، عن مصعب بن شيبة ، عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
مستدرك الحاكم - كتاب التفسير - تفسير سورة الأحزاب - رقم الحديث : ( 3558 )
3517 - حدثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : العباس بن محمد الدوري ، ثنا : عثمان بن عمر ، ثنا : عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، ثنا : شريك بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن أم سلمة (ر) : أنها قالت : في بيتي نزلت هذه الآية : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قالت : فأرسل رسول الله (ص) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين (ر) أجمعين فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، قالت أم سلمة : يا رسول الله ما أنا من أهل البيت ، قال : إنك أهلي خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق ، هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
الخطوة الأولى: حديث الفرقة الناجية
لقد جاءت الأحاديث الصحيحة المروية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم من طريق جميع المسلمين منذرة بافتراق الأمة إلى فِرَق كثيرة، وتشعّبها إلى طوائف مختلفة، وأن هذه الفرق كلها في النار باستثناء فرقة واحدة في الجنة.
قبل وضع الأحاديث إليكم هذه الملاحظة
ملاحظة: سأعتمد في الاستدلال على بحثي بأحاديث معظمها من كتب الأخوة السنة، و سأنقل نص الحديث كاملاً حتى لو كان طويلا، لكي لا يقول أحد أني اقتطعت الجزء الذي أريده وتركت باقي الحديث الذي فيه ما يخالف قولي.
وإليكم نص هذه الأحاديث
1- من مسند أحمد:
11763 - حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ يَعْنِي الْمَاجِشُونَ، عَنْ صَدَقَةَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ الْنُمَيْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ افْتَرَقَتْ عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَأَنْتُمْ تَفْتَرِقُونَ عَلَى مِثْلِهَا كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلَّا فِرْقَةً.
2- من سنن ابن ماجة
4128 - حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ " إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَّ وَاحِدَةً وَهِيَ الْجَمَاعَةُ " .
3- من سنن أبي داوود
4599 - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى، قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ، ح وَحَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، قَالَ حَدَّثَنِي صَفْوَانُ، نَحْوَهُ قَالَ حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَرَازِيُّ، عَنْ أَبِي عَامِرٍ الْهَوْزَنِيِّ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، أَنَّهُ قَامَ فِينَا فَقَالَ أَلاَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فِينَا فَقَالَ " أَلاَ إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ افْتَرَقُوا عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ الْمِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثَلاَثٍ وَسَبْعِينَ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ وَهِيَ الْجَمَاعَةُ " . زَادَ ابْنُ يَحْيَى وَعَمْرٌو فِي حَدِيثَيْهِمَا " وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ تَجَارَى بِهِمْ تِلْكَ الأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الْكَلْبُ لِصَاحِبِهِ " . وَقَالَ عَمْرٌو " الْكَلْبُ بِصَاحِبِهِ لاَ يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلاَ مَفْصِلٌ إِلاَّ دَخَلَهُ " .
وهناك أحاديث كثيرة أخرى عند السنة والشيعة بنفس المضمون.
ما يهمنا هنا أنه قد وقع ما أخبر به الصادق الأمين صلى الله عليه وآله وسلم، فافترقت هذه الأمة إلى فِرَق كثيرة يكفِّر بعضها بعضاً، ويستحل بعضها دم بعض،
وصارت كل فرقة تدَّعي أنها هي الفرقة المُحِقَّة، وأن أتْبَاعها هم الناجون دون غيرهم من طوائف الأمة، فكثر الأخذ والرد بين علماء الطوائف ، وساقت كل طائفة ما عندها من الأدلة التي تثبت أنها هي الفرقة الناجية.
ومن العقل والمنطق أنه لا يمكن قبول كلام كل الطوائف في هذه المسألة، لأنه يستلزم تكذيب الأحاديث الصحيحة التي نصَّت على أن الفرقة الناجية هي واحدة من كل هذه الفِرق، ثم إن اعتقاد ذلك يؤدي إلى الوقوع في اعتقاد المتناقضات، فنعتقد أن أهل السنة هم الناجون دون غيرهم، والمعتزلة هم الناجون دون غيرهم، والخوارج هم الناجون دون غيرهم، والشيعة كذلك هم الناجون دون غيرهم، وهذا واضح الفساد.
أخواني وأخواتي علينا أن لا نكابر فقد تكون السنة هي الفرقة الناجية وقد تكون الشيعة هي الفرقة الناجية وقد تكون أي فرقة أخرى هي الفرقة الناجية فليس لأحد أن يبرى نفسه فكل فرقة من فرق المسلمين تدعون أنه هي الناجية، ولكن فقط وفقط فرقة واحدة هي الناجية.
وعليه فلا بد من النظر في الأدلة وتمحيصها، والأخذ بالحُجج الدامغة، وطرح الادعاءات الواهية التي لا تستند إلى شيء، فإنها لا قيمة لها ولا فائدة فيها.
والسؤال هنا: من هي الفرقة الناجية التي عناها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه، وما هي الأدلة والبراهين والحجج التي تؤكد بها على صحة مبتناها ؟؟؟
أقول الشيعة لها أدلتها وبراهينها والسنة أيضا لها أدلتها وبراهينها وكل فرقة لها أدلتها وبراهينها.
وسنبدأ في مناقشة الأدلة والبراهين في الخطوة الثانية أن شاء الله.
الخطوة الثانية: من الذي يقرر من هي الفرقة الناجية ؟
طبعا ليس لي الحق في تقرير من هي الفرقة الناجية أو من هي الفرقة الضالة ولا لأحد غيري وإنما الحق فقط لمن قال أن الأمة ستفترق من بعدي، وهو الصادق الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، فهو الذي أخبر عن الله سبحانه وتعالى وقال للناس أن الأمة ستفترق من بعده وهذا من علم الغيب فهو من يقرر.
وليس من المعقول أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول للناس أن هذه الأمة ستفترق من بعده ولا يبين لهم سبيل نجاتها من هذا الافتراق وهذا الضلال، فلا بد على الرسول صلى الله عليه وآله أن يبين من هي الفرقة الناجية لكي لا يتيه الناس ويضلوا.
فهل بين النبي صلى الله عليه وآله وسلم هذه الفرقة الناجية، وطريق النجاة من الضلال أم لا؟
والجواب بلا إشكال نعم، حيث ورد عنه في أحاديث كثيرة في أن النجاة لا تكون إلا بالتمسك بالكتاب العزيز وأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم معا وقال عنهما أنهما ثقلان ثقل أكبر وثقل أصغر وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض.
فلا يمكن التمسك بالكتاب وحده من غير التمسك بعترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأنهما لن يفترقا، ومن الواضح أن التمسك بالقرآن العزيز وحده لم يحصن الأمة من التفرقة لأن كل فرقة من فرق المسلمين قد فسرت القرآن بمنظورها هي فكان الاختلاف بين المسلمين، فلا بد من الرجوع للثقل الأصغر وهو أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه لا يفترق عن القرآن كما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أحاديث كثيرة.
وإليكم قسم من هذه الأحاديث التي تدلل على هذا الكلام:
حديث الثقلين
صحيح مسلم:
6378 - حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَشُجَاعُ بْنُ مَخْلَدٍ، جَمِيعًا عَنِ ابْنِ عُلَيَّةَ، قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ حَيَّانَ، قَالَ انْطَلَقْتُ أَنَا وَحُصَيْنُ، بْنُ سَبْرَةَ وَعُمَرُ بْنُ مُسْلِمٍ إِلَى زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ فَلَمَّا جَلَسْنَا إِلَيْهِ قَالَ لَهُ حُصَيْنٌ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَمِعْتَ حَدِيثَهُ وَغَزَوْتَ مَعَهُ وَصَلَّيْتَ خَلْفَهُ لَقَدْ لَقِيتَ يَا زَيْدُ خَيْرًا كَثِيرًا حَدِّثْنَا يَا زَيْدُ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - قَالَ - يَا ابْنَ أَخِي وَاللَّهِ لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي وَقَدُمَ عَهْدِي وَنَسِيتُ بَعْضَ الَّذِي كُنْتُ أَعِي مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا حَدَّثْتُكُمْ فَاقْبَلُوا وَمَا لاَ فَلاَ تُكَلِّفُونِيهِ . ثُمَّ قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى خُمًّا بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ثُمَّ قَالَ " أَمَّا بَعْدُ أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ " . فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ " وَأَهْلُ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي " . فَقَالَ لَهُ حُصَيْنٌ وَمَنْ أَهْلُ بَيْتِهِ يَا زَيْدُ أَلَيْسَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ قَالَ نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَلَكِنْ أَهْلُ بَيْتِهِ مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَةَ بَعْدَهُ . قَالَ وَمَنْ هُمْ قَالَ هُمْ آلُ عَلِيٍّ وَآلُ عَقِيلٍ وَآلُ جَعْفَرٍ وَآلُ عَبَّاسٍ . قَالَ كُلُّ هَؤُلاَءِ حُرِمَ الصَّدَقَةَ قَالَ نَعَمْ .
وهذا من صحيح ابن خزيمة:
[2357] حدثنا يوسف بن موسى حدثنا جرير ومحمد بن فضيل عن أبي حيان التيمي وهو يحيى بن سعيد التيمي الرباب عن يزيد بن حيان قال انطلقت أنا وحصين بن سمرة وعمرو بن مسلم إلى زيد بن أرقم فجلسنا إليه فقال له حصين يا زيد رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصليت خلفه وسمعت حديثه وغزوت معه لقد أصبت يا زيد خيرا كثيرا حدثنا يا زيد حديثا سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما شهدت معه قال بلى بن أخي لقد قدم عهدي وكبرت سني ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فما حدثتكم فاقبلوه وما لم أحدثكموه فلا تكلفوني قال قال قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوما خطيبا بماء يدعى خم فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال أما بعد أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيبه وإني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن تركه وأخطأه كان على الضلالة وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي ثلاث مرات قال حصين فمن أهل بيته يا زيد أليست نساؤه من أهل بيته قال بلى نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة قال من هم قال آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل العباس قال حصين وكل هؤلاء حرم الصدقة قال نعم
وهذا من سنن الدارمي :
3182- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ حَيَّانَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا خَطِيبًا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَنِي رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَهُ وَإِنِّي تَارِكٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ فَتَمَسَّكُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَخُذُوا بِهِ فَحَثَّ عَلَيْهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ثُمَّ قَالَ وَأَهْلَ بَيْتِي أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ثَلَاثَ مَرَّاتٍ
وهذه الأحاديث من مسند أحمد:
10681 - حَدَّثَنَا اَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، اَخْبَرَنَا اَبُو اِسْرَائِيلَ يَعْنِي اِسْمَاعِيلَ بْنَ اَبِي اِسْحَاقَ الْمُلَائِيَّ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ اَبِي سَعِيدٍ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ الثَّقَلَيْنِ اَحَدُهُمَا اَكْبَرُ مِنْ الْاخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ اِلَى الْاَرْضِ وَعِتْرَتِي اَهْلُ بَيْتِي وَاِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
10779 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ يَعْنِي ابْنَ اَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ، عَنْ اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ الثَّقَلَيْنِ اَحَدُهُمَا اَكْبَرُ مِنْ الْاخَرِ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ اِلَى الْاَرْضِ وَعِتْرَتِي اَهْلُ بَيْتِي اَلَا اِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
11135 - حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ اَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ، عَنْ اَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا اِنْ اَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي الثَّقَلَيْنِ اَحَدُهُمَا اَكْبَرُ مِنْ الْاخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ اِلَى الْاَرْضِ وَعِتْرَتِي اَهْلُ بَيْتِي اَلَا وَاِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
فواضح من خلال حديث الثقلين أن النبي صلى الله عليه وآله سلم قال :
اِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا اِنْ اَخَذْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي الثَّقَلَيْنِ اَحَدُهُمَا اَكْبَرُ مِنْ الْاخَرِ كِتَابُ اللَّهِ حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنْ السَّمَاءِ اِلَى الْاَرْضِ وَعِتْرَتِي اَهْلُ بَيْتِي اَلَا وَاِنَّهُمَا لَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ.
فلا بد علينا لكي لا نضل أن نأخذ بكلي الثقلين لا بثقل واحد لأنهما لن يفترقا،
فالقرآن وحده ليس كافي لأنه به قواعد عامة ومن يعطينا التفاصيل هو النبي وأهل بيته فقط، لأنه نزل الوحي في بيتهم فهم أعلم بخصوص القرآن وعمومه وهم أدرى متى نزلت هذه السورة أو تلك وما معناها، فالقرآن أمرنا بالصلاة والصيام وغيرهما من الأحكام ولكن كيفية الصلاة والصيام وغيرهما لم يوضحهما القرآن بالتفصيل، النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته هم من يوضحون لنا تفصيل الأحكام، فليس لنا أن نأخذ أحكام الدين من أي شخص آخر مع احترامنا لهم، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شرط في عدم الضلال إتباعنا للثقلين معاً أي القرآن وأهل بيته فقط ولا يكفي ثقل واحد.
أما من هم أهل بيته فهذا ما سنناقشه في الخطوة اللاحقة إن شاء الله تعالى.
الخطوة الثالثة: من هم أهل البيت الذين قصدهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديث الثقلين؟
كما هو واضح من خلال الأحاديث السابقة أنه لا بد من التمسك بأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع القرآن الكريم للثبات على الصراط المستقيم وبدون التمسك بهم سنقع في الضلال الذي حذرنا منه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.
وبما أنهم بهذه الأهمية فمن غير المعقول أن الله سبحانه وتعالى يأمرنا في قرآنه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بإتباعهم ولا يعَّرفهم لنا.
إذا لا بد من تعريفهم ولابد أن يكونوا واضحين ومعينين بأسمائهم، وإلا لكان التكليف بإتباعهم والتمسك بهم تكليف في غير محله ويكون لغو وتعالى الله عن ذلك.
إذا من هم أهل البيت الذين أمرنا الله ونبيه صلى الله عليه وآله بإتباعهم وجعلهم عدل القرآن أي الثقل الأصغر ؟؟؟
من الواضح أن أهل البيت وهم قربى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذكروا في القرآن الكريم وقد أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وذلك في قوله تعالى:
{وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
وأيضاً جعل الله سبحانه وتعالى مودته واجبة علينا بل جعل أجر تبليغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم للرسالة السماوية هو مودتهم وذلك في قوله تعالى:
{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23
وخرج النبي صلى الله عليه وآله بهم فقط ليباهل نصارى نجران وليبين للناس مكانتهم عند الله فنزل قوله تعالى:
{فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ }آل عمران61
ولكن هذه الآيات لحد الآن لم يتضح منها بالضبط من هم أهل البيت المقصودون وهل هم جميع أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أم بعضهم؟
فلا بد من الرجوع إلى من نزل القرآن عليه وهو النبي صلى الله عليه وآله ليبينهم لنا وإلا لن تكون لله حجة علينا وسنكون معذورين أمامه يوم القيامة إن لم نعرفهم و لم نتبعهم.
فهل وبينهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم لنا أم لا ؟؟؟؟
والجواب نعم بكل تأكيد فهو قد بلغ ما أنزل إليه من ربه، فبينهم في عدة مواضع منها:
1- في آية التطهير عندما نزل قوله تعالى:
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
فتقول الروايات أن المقصودين بأهل البيت هم فقط ( النبي محمد صلى الله عليه وآله والإمام علي بن أبي طالب وفاطمة الزهراء والإمامين الحسن والحسين عليهم السلام الذين جللهم النبي صلى الله عليه وآله بالكساء ).
ولكي لا يكون هذا ادعاء أو افتراء نرجع إلى كتب الحديث ونرى من المقصود بأهل البيت
صحيح مسلم - فضائل الصحابة - فضائل أهل بيت النبي (ص) - رقم الحديث : ( 4450 )
- حدثنا : أبوبكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير واللفظ لأبي بكر قالا : ، حدثنا : محمد بن بشر ، عن زكرياء ، عن مصعب بن شيبة ، عن صفية بنت شيبة قالت : قالت عائشة : خرج النبي (ص) غداة وعليه مرط مرحل من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله ، ثم جاء الحسين فدخل معه ، ثم جاءت فاطمة فأدخلها ثم جاء علي فأدخله ، ثم قال : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا.
مستدرك الحاكم - كتاب التفسير - تفسير سورة الأحزاب - رقم الحديث : ( 3558 )
3517 - حدثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : العباس بن محمد الدوري ، ثنا : عثمان بن عمر ، ثنا : عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار ، ثنا : شريك بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن أم سلمة (ر) : أنها قالت : في بيتي نزلت هذه الآية : إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت قالت : فأرسل رسول الله (ص) إلى علي وفاطمة والحسن والحسين (ر) أجمعين فقال : اللهم هؤلاء أهل بيتي ، قالت أم سلمة : يا رسول الله ما أنا من أهل البيت ، قال : إنك أهلي خير وهؤلاء أهل بيتي اللهم أهلي أحق ، هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.